بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
بكل خضوع وخشوع أقدم كتابي هذا إلى محمد رسول الله
صلى الله عليه و سلم إلى من أنزل عليه الفرقان . ونشر لواء الإسلام . وعلم الخلق كيف
يعملون لدنياهم الفانية وآخرتهم الباقية إلى نور الهدى الذي بلغ من حسن الخلق ورجحان
العقل وثبات العقيدة غاية ليس وراءها مطلع لناظر ولا نهاية لمستزيد ولا فوقها مرتقى
لهمة . من أثنى عليه رب العالمين فقال : { وإنك لعلى خلق عظيم } هذه يا رسول الله سيرتك
الطاهرة العاطرة أرجو أن تنال عطفك وتحظى برضاك . فإني لم أرد غير وجه الله الكريم
والتبرك برسوله الأمين . وخدمة المسلمين أجمعين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم
الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد النبي العربي الأمي الأمين الذي سطعت أنواره من مكة
المكرمة فأضاءت الأنام وبددت جحافل الظلام ومحت الوثنية ومحقت الأصنام وثبتت بفضل جهوده
دعائم الوحدانية وأسس الإيمان وانتشرت الفضائل بالاقتداء بسيرته والاهتداء بتعاليمه
وبعد فهذه قطرة من بحر السيرة النبوية عنيت بتأليفها
وتنسيقها لتكون درسا ومرجعا لطلاب التاريخ الإسلامي . وقد بذلت المجهود في البحث والتنقيب
والاطلاع على ما ألف في هذا الموضوع المترامي الأطراف الذي قضى العلماء فيه أعمارهم
من قديم الزمان إلى الآن واستعنت بأوثق المصادر وحققت ما وجدت من خلاف وجمعت شمل ما
تشتت في بطون الأسفار فلم أقتصر على كتب السير وهي تفوق حد الكثرة بل اعتمدت أيضا على
تفاسير القرآن الشريف وكتب الحديث الموثوق بها وتراجم الصحابة رضوان الله عليهم ومعاجم
اللغة وساقني البحث إلى مطالعة كتب المستشرقين في السيرة النبوية للوقوف على طرائق
بحثهم وسردهم الحوادث ومواطن شبههم واعتراضاتهم فمنهم المنصفون وهم الأقلون وقد استشهدت
بآرائهم في الدفاع عن صاحب الشريعة ومنهم المعتدلون لكن لا تخلو تعليقاتهم من اعتراضات
ومغامز خفية وشبهات لا يستطيع ردها إلى الصواب من الوجهة التاريخية إلا من درسها ودرس
معها التاريخ الإسلامي بتوسع من مصادره الأصلية وينابيعه الصافية ومنهم من لا هم له
إلا الطعن بدافع التعصب والحقد كزمرة المبشرين الذين لا يبغون غير إفساد العقائد وهؤلاء
لا يمكن أن نسميهم علماء محققين بل هم في الواقع تجار مضللون فقد ينسب الواحد منهم
إلى الإسلام ورسوله الكريم من الخرافات والمفتريات ما لا أصل له إلا في مخيلته ومخيلة
كل متعنت نغرض ولذا اضطررت بعد أن وقفت على حقائق التاريخ الإسلامي أن أترجم إلى قراء
العربية بعض هذه الشبهات والاعتراضات ورددت عليها من المصادر الصحيحة ردودا يضمحل أمامها
كل شبهة ويزول كل شك حتى تتطهر النفوس من أدران الشبهات وتعود إلى الهدى وتسلك المحجة
الواضحة ولا يخفى أن ترك هؤلاء المتعصبين الحانقين على الإسلام أو المتجرين باسم الذين
يلقون بذور الفساد وينشرون المفتريات والاعتراضات من غير أن ينهض من يذود عن الحقائق
بسلاح العلم الصحيح وإقامة الحجج الناصعة والبراهين القاطعة تهاون وتقصير يجب أن ينزه
عنهما كل من آتاه الله عقلا راجحا
No comments:
Post a Comment
SAMPAIKAN KOMENTAR ATAU KONSULTASI ANDA DI SINI..OK